شرح: معلقة أمرؤ القيس.. " متجدد "

بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الحادي والعشرون وهو :​


[poem Font="simplified Arabic,5,seagreen,bold,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
وإِنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْـكِ مِنِّـي خَلِيقَـةٌ=فَسُلِّي ثِيَابِـي مِـنْ ثِيَابِـكِ تَنْسُـلِ[/poem]

من الناس من جعل الثياب في هذا البيت بمعنى القلب ، كما حملت الثياب على القلب في قول عنتره:


[poem Font="simplified Arabic,5,seagreen,bold,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
فشككت بالرمح الأصم ثيابه=ليس الكريم على القنا بمحرم [/poem]

وقد حملت الثياب في قوله تعالى: "وثيابك فطهر" على أن المراد به القلب ، فالمعنى على هذا القول: إن ساءك خلق من أخلاقي وكرهت خصلة من خصالي فردي علي قلبي أفارقك ، والمعنى على هذا القول : استخرجي قلبي من قلبك يفارقه..

النسول : سقوط الريش والوبر والصوف والشعر ، يقال : نسل ريش الطائر ينسل نسولا ، واسم ما سقط النسيل والنسال ، ومنهم من رواه تنسلي وجعل الانسلاء بمعنى التسلي ، والرواية الأولى أولاهما بالصواب ،

ومن الناس من حمل الثياب في البيت على الثياب الملبوسة وقال : كنى بتباين الثياب وتباعدها عن تباعدهما ، وقال : إن ساءك شيء من أخلاقي فاستخرجي ثيابي من ثيابك أي ففارقيني وصارميني كما تحبين ، فإني لا اؤثر إلا ما آثرت ولا اختار إلا ما اخترت ، لانقيادي لك وميلي إليك ، فإذا آثرت فراقي آثرته وإن كان سبب هلاكي..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثاني والعشرون وهو :

[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَـاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي=بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَـارِ قَلْـبٍ مُقَتَّـلِ[/poem]

ذرف الدمع يذرف ذريفا وذرفانا وتذرافا إذا سال ، ثم يقال ذرفت كما يقال دمعت عينه ، وللأئمة في البيت قولان ، قال الأكثرون : استعار للحظ عينيها ودمعهما اسم السهم لتأثيرهما في القلوب وجرحهما إياها كما ان السهام تجرح الأجسام وتؤثر فيها.

الأعشار من قولهم : برمة أعشار إذا كانت قطعا ، ولا واحد لها من لفظها.

المقتل : المذلل غاية التذليل ، والقتل في الكلام التذليل ، ومنه قولهم : قتلت الشراب إذ فللت غرب سورته بالمزاج ، ومنه قول الأخطل :-

[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها=وحب بها مقتولة حين تقتل [/poem]


وقال حسان:-

[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
إن التي ناولتني فرددتها قتلت=قتلت فهاتها لم تقتل [/poem]


ومنه :-

[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
قتلت أرض جاهلها=وقتل ارضا عالمها [/poem]

ومنه قوله تعالى : "وما قتلوه يقينا" عند أكثر الأئمة : أي ما ذللوا قولهم بالعلم اليقين .

وتلخيص المعنى على هذا القول : وما دمعت عيناك وما بكيت إلا لتصيدي قلبي بسهمي دمع عينيك وتجرحي قطع قلبي الذي ذللته بعشقك غاية التذليل ، أي نكايتها في قلبي نكاية السهم في المرمى ، وقال آخرون : أراد بالسهمين المعلى والرقيب من سهام الميسر والجزور يقسم بهذين القدحين فقد فاز بجميع الاجزاء وظفر بالجزور ، وتلخيص المعنى على هذا القول: وما بكيت إلا لتملكي قلبي كله وتفوزي بجميع أعشاره وتذهبي به ، والأعشار على هذا القول جمع عشر لأن اجزاء الجزور عشرة ، والله أعلم
 

ابن الربيع

ربيـع المنتدى
يعطيك العافية اخي ملح المحبة ، على المواصله في شرح وتبسيط المعاني لهذه المعلقة .... ماشاء الله عليك مبدع .
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثالث والعشرون وهو:-​


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
وبَيْضَـةِ خِـدْرٍ لاَ يُـرَامُ خِبَاؤُهَـا=تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَـا غَيْـرَ مُعْجَـلِ[/poem]

أي ورب بيضة خدر:- يعني ورب امرأة لزمت خدرها ، ثم شبهها بالبيض ، والنساء يشبهن بالبيض من ثلاثة أوجه:-

1- بالصحة والسلامة عن الطمث ، ومنه قول الفرزدق:​

[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
خرجن إلي لم يطمئن قبلي=وهن أصح من بيض النعام [/poem]

** ويروى: دفعن إلي
** ويروى: برزن إلي

2- في الصيانة والستر لأن الطائر يصون بيضه ويحضنه.

3- في صفاء اللون ونقائه لأن البيض يكون صافي اللون نقية إذا كان تحت الطائر، وربما شبهت النساء ببيض النعام ، وأريد أنهن بيض تشوب ألوانهن صفرة يسيرة وكذلك لون بيض النعام.

ومنه قول ذي الرمة:- كأنها فضة قد مسها الذهب.

الروم:- الطلب ، والفعل منه يروم ، الخباء:- البيت إذا كان من قطن أو وبر أو صوف أو شعر ، والجمع الأخبية.

التمتع:- الانتفاع وغيره ، يروى بالنصب والجر ، فالجر على صفة لهو والنصب على الحال من التاء في تمتعت.

يقول:- ورب امرأة - كالبيض في سلامتها من الافتضاض أو في الصون والستر أو في صفاء اللون ونقائه أو بياضها المشوب بصفرة يسيرة - ملازمة خدرها غير خراجه ولاجة انتفعت باللهو فيها على تمكث وتلبث لم اعجل عنها ولم أشغل عنها بغيرها..
 

*مطنوخة*

مشرف عام
[grade="8b0000 Ff0000 Ff7f50"]ابدااع اخي ملح المحبة وباارك الله فيك وجزااك الله الخير شرح واافي ماشاء الله تباارك الله...[/grade]
 
[grade="8b0000 Ff0000 Ff7f50"]ابدااع اخي ملح المحبة وباارك الله فيك وجزااك الله الخير شرح واافي ماشاء الله تباارك الله...[/grade]
مرورك شرف يالمطنوخة ،، والحمد لله ان الموضوع يقدم الفائدة وهذا هو المطلوووب ،، تقبلي تحياتي العطرة،،​
 
تحياتــي العطــرة للجميــع

بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الرابع والعشرون وهو:-


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَـا وَمَعْشَـراً=عَلَّي حِرَاصاً لَـوْ يُسِـرُّوْنَ مَقْتَلِـي[/poem]


الاحراس:- يجوز أن يكون جمع حارس بمنزلة صاحب وأصحاب وناصر وأنصار وشاهد واشهاد ، ويجوز أن يكون جمع حارس بمنزلة خادم وخدم وغائب وغيب وطالب وطلب وعابد وعبد.

المعشر:- القوم ، والجمع المعاشر ، الحراص:- جمع حريص ، مثل ظراف وكرام ولئام في جمع ظريف وكريم ولئيم.

الإسرار:- الإظهار والاضمار جميعا ، وهو من الأضداد ، ويروى:- لو يشرون مقتلي ، بالشين المعجمة.

وهو الاظهار لا غير يقول:- تجاوزت في ذهابي اليها وزيارتي إياها أهو الا كثيرة وقوما يحرسونها وقوما حراصا على قتلي لو قدروا عليه في خفية لأنهم لا يجترثون على قتلي جهارا ، أو حراصا على قتلي او امكنهم قتلي ظاهرا لينزجر ويرتدع غيري عن مثل صنيعي ، وحمله على الاول أولى لأنه كان ملكا والملوك لا يقدر على قتلهم علانية.
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الخامس والعشرون وهو:-


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَـتْ=تَعَرُّضَ أَثْنَـاءَ الوِشَـاحِ المُفَصَّـلِ[/poem]


التعرض: الاستقبال ، والتعرض إبداء العرض ، وهو الناحية ، والتعرض الأخذ في الذهاب عرضا..

الاثناء: النواحي ، والاثناء الاوساط ، واحدها ثنى مثل عصى وثني مثل معي وثني بوزن فعل مثل نحي ، وكذلك الآناء بمعنى الاوقات والآلاء بمعنى النعم في واحدها ، هذه اللغات الثلاث..

المفصل: الذي فصل بين خرزه بالذهب أو غيره يقول : تجاوزت إليها في وقت إبداء الثريا عرضها في السماء كإبداء الوشاح الذي فصل بين جواهره وخرزه بالذهب أو غيره عرضة يقول : أتيتها عند رؤية نواحي كواكب الثريا في الافق الشرفي ، ثم شبه نواحيها بنواحي جواهر الوشاح هذا أحسن الاقوال في تفسير البيت ، ومنهم من قال شبه كواكب الثريا بجواهر الوشاح لان الثريا تأخذ وسط السماء كما أن الوشاح يأخذ وسط المرأة المتوشحة ، ومنهم من زعم إنه أراد الجوزاء فغلط وقال الثريا لان التعرض للجوزاء دون الثريا ، ، وهذا قول محمد بن سلام الجمحي ، وقال بعضهم : تعرض الثريا - هو انها إذا بلغت كبد السماء أخذت في العرض ذاهبة ساعة كما ان الوشاح يقع مائلا إلى أحد شقي المتوحشة به..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت السادس والعشرون وهو:-


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
فَجِئْتُ وَقَـدْ نَضَّـتْ لِنَـوْمٍ ثِيَابَهَـا=لَدَى السِّتْـرِ إلاَّ لِبْسَـةَ المُتَفَضِّـلِ[/poem]


نضا الثياب ينضوها نضوا إذا خلعها ، ونضاها ينضيها إذا أراد المبالغة ، اللبسة : حالة الملابس وهيئة لبسه الثياب بمنزلة الجلسة والقعدة والركبة والردية الازرة.

المتفضل : اللابس ثوبا واحدا إذا أراد الخفة في العمل ، والفضلة والفضل إسمان لذلك يقول: اتيتها وقد خلعت ثيابها عند النوم غير ثوب واحد تنام فيه وقد وقفت عند الستر مترقبة ومنتظرة لي وإنما خلعت الثياب لتري أهلها أنها تريد النوم.
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت السابع والعشرون وهو:-

[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
فَقَالَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَـا لَـكَ حِيْلَـةٌ=وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَـةَ تَنْجَلِـي[/poem]

اليمين: الحلف ، الغواية والغي: الضلالة ، والفعل غوي يغوى غواية ويروي العماية وهي العمى.

الانجلاء: الانكشاف ، وجلوته كشفته فانجلى ، الحيلة أصلها حولة فأبدلت الواو ياء لسكونها وانكسار ماقبلها.

وإن في قوله : وما إن ، إن زائدة ، وهي تزاد ما النافية: وما إن طبنا جبن ولكن منايا ودولة آخرينا يقول: فقالت الحبيبة أحلف بالله ما لك حيلة أي ما في لدفعك عني حيلة ، وقيل : بل معناه ما لك حجة في ان تفضحني بطروقك إياي وزيارتك ليلا ، يقال : ماله حيلة أي ما له عذر وحجة ، وما أرى ضلال العشق وعماه منكشفا عنك ، وتحرير المعنى أنها قالت : مالي سبيل إلى دفعك أو ما لك عذر في زياتي وما أراك نازعا عن هواك وغيك ، ونصب يمين الله كقولهم : الله لاقومن ، على إضمار الفعل ، وقال الرواة : هذا أغنج بيت في الشعر.
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثامن والعشرون وهو:-


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِـي تَجُـرُّ وَرَاءَنَـا=عَلَى أَثَرَيْنـا ذَيْـلَ مِـرْطٍ مُرَحَّـلِ[/poem]

خرجت بها ، أفادت الباء تعدي الفعل ، والمعنى : اخرجتها من خدرها..

الأثر والإثر واحد ، وأما الاثر ، بفتح الهمزة وسكون الثاء : فهو فرند السيف ، ويروى : على إثرنا..

أذيال ، والذيل يجمع على الاذيال والذيول..

المرط عند العرب : كساء من خز أو مرعزى أو من صوف ، وقد تسمى الملاءة مرطا ايضا ، والجمع المروط..

المرحل : المنقش بنقوش تشبه رحال الابل ، يقال : ثوب مرحل وفي هذا الثوب ترحيل..


يقول : فأخرجتها من خدرها وهي تمشي وتجر مرطها على أثرنا لتعفي به آثار أقدامنا ، والمرط كان موشى بأمثال الرحال ، ويروى : نير مرط ، والنير : علم الثوب..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت التاسع والعشرون وهو:-


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَـيِّ وانْتَحَـى=بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَـافٍ عَقَنْقَـلِ[/poem]

يقال : أجزت المكان وجزته إذا قطعته إجازة وجوازا ، الساحة تجمع على الساحات والسوح مثل قارة وقارات وقار وقور ، والقارة : الجبيل الصغير..

الحي : القبيلة ، والجمع الأحياء ، وقد تسمى الحلة حيا ، الانتحاء والتنحي والنحو: الاعتماد على الشئ ، ذكره ابن الأعرابي..

للبطن : مكان مطمئن ، الحقف : رمل مشرف معوج ، والجمع أحقاف وحقاف ويروى : ذي قفاف ، وهي جمع قف ، وهو ما غلظ وارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا..

العقنقل: الرمل المنعقد المتلبد ، وأصله من العقل وهو الشد ، وزعم أبو عبيدة وأكثر الكوفيين إن الواو في وانتحى - مقحمة زائدة ، وهو عندهم جواب لما ، وكذلك قولهم في الواو في قوله تعالي : "وناديناه أن يا ابراهيم" والواو لا تقحم زائدة في جواب لما عند البصريين ، والجواب يكون محذوفا في مثل هذا الموضع تقديره في البيت : فلما كان كذا وكذا تنعمت وتمتعت بها ، أو الجواب قوله هصرت ، وفي الآية فازا وظفرا بما أحبا ، وحذف جواب لما كثير في التنزيل وكلام العرب..

ويقول : فلما جاوزنا ساحة الحلة وخرجنا من بين البيوت وصرنا إلى أرض مطمئنة بين حقاف ، يريد مكانا مطمئنا أحاطت به حقاف أو قفاف منعقدة ، والعقنقل من صفة الخبت لذلك لم يؤنثه ، ومنهم من جعله من صفة الحقاف وأحلة محل الأسماء معطله من علامة التأنيث لذلك..

وقوله : وانتحى بنا بطن خبت ، أسند الفعل إلى بطن خبت ، والفعل عند التحقيق لهما لكنه ضرب من الاتساع في الكلام ، والمعنى صرنا إلى مثل هذا المكان ، وتلخيص المعنى : فلما خرجنا من مجمع بيوت القبيلة وصرنا إلى مثل هذا الموضع طاب حالنا وراق عيشنا..​
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثلاثون وهو:-

[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
هَصَرْتُ بِفَـوْدَي رَأْسِهَـا فَتَمَايَلَـتْ=عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّـا المُخَلْخَـلِ[/poem]

الهصر : الجذب ، والفعل هصر يهصر ، الفودان ، جانبا الرأس ، تمايلت أي مالت..

ويروى ، بغصني دومة ، والدوم شجر المقال ، واحدتها دومة ، شبهها بشجرة الدوم وشبه ذؤابتيها بغصنين وجعل ما نال منها كالثمر الذي بجتنى من الشجر ، ويروى : إذا قلت هاتي ناولينتي تمايلت والنول والإنالة والتنويل : الاعطاء ، ومنه قيل للعطية نوال..

هضيم الكشح لأنه يدق بذلك الموضع من جسده فكأنه هضيم عند قرار الردف والجنبين والوركين..

ريا : تأنيث الريان..المخلخل : موضع الخلخال من الساق ، والمسور : موضع السوار من الذراع ، والمقلد : موضع القلادة من العنق ، والمقرط : موضع القرط من الأذن..

عبر عن كثرة لحم الساقين وامتلائهما بالري ، هصرت : جواب لما من البيت السابق عند البصريين ، وأما الرواية الثالثة وهي إذا قلت فإن الجواب مضمر محذوف على تلك الرواية على ما مر ذكره في البيت الذى قبله يقول : لما خرجنا من الحلة وأمنا الرقباء جذبت ذؤابتيها إلى فطاوعتني فيما رما منها ومالت علي مسعفة بطلبتي في حال ضمور كشحيها وامتلاه ساقيها باللحم ، والتفسير على الرواية الثالثة : إذا طلبت منها ما أحببت وقلت أعطيني سؤلي كان ما ذكرنا ، ونصب هضيم الكشح على الحال ولم يقل هضيمة الكشح لأن فعيلا إذا كان بمعنى مفعول لم تلحقه علامة التأنيث للفصل بين فعيل إذا كان بمعنى الفاعل وبين فعيل إذا كان بمعنى المفعول ، ومنه قوله تعالى : " إن رحمة الله قريب من المحسنين " ..​
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الحادي والثلاثون وهو:-


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْـرُ مُفَاضَـةٍ=تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَـةٌ كَالسَّجَنْـجَـلِ[/poem]


المهفهفة : اللطيفة الخصر الضامرة البطن ، المفاضة : المرأة العظيمة البطن المسترخية اللحم..

الترائب جمع التريبة : وهي موضع القلادة من الصدر ، السقل والصقل ، بالسين والصاد : إزالة الصدإ والدنس وغيرهما ، والفعل منه سقل يسقل وصقل بصقل..

السجنجل : المرآة ، لغة رومية عربتها العرب ، وقيل بل هو قطع الذهب والفضة..

يقول : هي المرأة دقيقة الخصر ضامرة البطن غير عظيمة البطن و لا مسترخية وصدرها براق اللون متلألىء الصفاء كتلألؤ المرآة..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثاني والثلاثون وهو:-

[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
كَبِكْرِ المُقَانَـاةِ البَيَـاضَ بِصُفْـرَةٍ=غَذَاهَا نَمِيْرُ المَـاءِ غَيْـرُ المُحَلَّـلِ[/poem]

البكر من كل صنف : مالم يسبقه مثله ، المقاناة . الخلط ، يقال : قانيت بين الشيئين إذا خلطت أحدهما بالآخر ، والمقاناة في البيت مصوغة للمفعول دون المصدر.

النمير : الماء النامي في الجسد ، المحلل : ذكر أنه من الحلول وذكر أنه من الحل ِ، ثم إن للائمة في تفسير البيت ثلاثة أقوال : أحدها أن المعنى كبكر البيض التي قوني بياضها بصفرة ، يعني بيض النعام وهي بيض تخالط بياضها صفرة يسيرة ، شبه بلون العشيقة بلون بيض النعام في أن في كل منهما بياضا خالطته صفرة ، ثم رجع إلى صفتها فقال : غذاها ماء غير عذب لم يكثر حلو الناس عليه فيكدره ذلك ، يريد أنه عذب صاف ، وإنما شرط هذا لأن الماء من أكثر الأشياء تأثيرا في الغذاء لفرط الحاجة إليه فإذا عذب وصفا حسن موقعه في غذاء شاربه ، وتلخيص المعنى على هذا القول : إنها بيضاء تشوب بياضها صفرة وقد غذاها الماء نمير عذب صاف ، والبياض شابته صفرة هو أحسن ألوان النساء عند العرب.

والثاني أن المعنى كبكر الصدفة التي خولط بياضها بصفرة ، وأراد ببكرها درتها التي لم ير مثلها ، ثم قال : قد غذا هذه الدرة ماء نمير وهي غير محللة لمن رامها لأنها في قعر البحر لاتصل إليها الأيدي ، وتلخيص المعنى على هذا القول : إنه شبهها في صفاء وكذلك لون الصدفة ، ثم ذكر أن الدرة التي أشبهتها حصلت في ماء نمير لاتصل إليها أيدي طلابها ، وإنما شرط النمير والدر لايكون إلا في الماء الملح لأن الملح له بمنزلة العذب لنا إذ صار سبب نمائه كما صار العذب سبب نمائنا.

والثالث أنه أراد كبكر البردي التي شاب بياضها صفرة وقد غذا البردي ماء نمير لم يكثر حلول الناس عليه ، وشرط ذلك ليسلم الماء عن الكدر وإذا كان كذلك لم يغير لون البردي ، والتشبيه من حيث أن بياض العشيقة خالطته صفرة كما خالطت بياض البردي.

ويروى البيت بنصب البياض وخفضه ، وهما جيدان ، بمنزلة قولهم : زيد الحسن الوجه ، والحسن الوجه ، بالخفض على الاضافة والنصب على التشبيه كقولهم : زيد الضارب الرجل.
 
أعلى