شرح: معلقة أمرؤ القيس.. " متجدد "

بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الرابع عشر وهو :


[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تَقُولُ وقَدْ مَـالَ الغَبِيْـطُ بِنَـا مَعـاً=عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ[/poem]

الغبيط : ضرب من الرحال ، وقيل بل ضرب من الهوادج ، الباء في قوله : بنا للتعدية وقد أمالنا الغبيط جميعا.

عقرت بعيري: أدبرت ظهره ، من قولهم : كلب عقور ، ولا يقال في ذي الروح إلا عقور.

يقول : كانت هذه المرأة تقول لي في حال إمالة الهودج أو الرحل إبانا !! قد أدبرت ظهر بعيرى فأنزل عن البعير..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الخامس عشر وهو :​

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِـي زِمَامَـهُ=ولاَ تُبْعِدِيْنِي مِـنْ جَنَـاكِ المُعَلَّـلِ[/poem]

جعل العشيقة بمنزلة الشجرة ، وجعل ما نال من عناقها وتقبيلها وشمها بمنزلة الثمرة ليتناسب الكلام..

المعلل : المكرر ، من قولهم : عله يعله إذا كرر سقيه ، وعلله للتكثير والتكرير.. والمعلل : الملهى ، من قولك : عللت الصبي بفاكهة أي ألهيته بها : وقد روي اللفظ في البيت بكسر اللام وفتحها ، والمعنى على ما ذكرنا..

يقول : فقلت للعشيقة بعد أمرها إياي بالنزول : سيري وأرخي زمام البعير ولا تبعديني مما أنال من عناقك وشمك وتقبيلك الذي يلهيني أو الذي أكرره..

ويقال لمن على الدابة سار يسير ، كما يقال للماشي كذلك قال: سيري وهي راكبة ، الجنى : اسم لما يجتنى من الشجر ، والجنى المصدر ، يقال : جنيت الثمرة واجتنيتها..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت السادس عشر وهو :


[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْـتُ ومُرْضِـعٍ=فَأَلْهَيْتُهَـا عَـنْ ذِي تَمَائِـمَ مُحْـوِلِ[/poem]


خفض فمثلك بإضمار رب ، أراد فرب امرأة حبلى..!! الطروق : الإتيان ليلا ، والفعل طرف يطرق ، المرضع : التي لها ولد رضيع ، إذا بنيت على الفعل أنثت فقيل : أرضعت فهي مرضعة ، وإذا حملوها على انها بمعنى ذات إرضاع أو ذات رضيع لم تلحقها تاء التأنيث ، ومثلها حائض وطالق وحامل ، لا فصل بين هذه الأسماء فيما ذكرنا ، وإذا حملت على انها من المنسوبات لم تلحقها علامة التأنيث ، وإذا حملت على الفعل لحقتها علامة التأنيث ، ومعنى المنسوب في هذا الباب ان يكون الاسم بمعنى ذي كذا أو ذات كذا ، والاسم إذا كان من هذا القبيل عرته العرب من علامة التأنيث كما قالوا : امرأة لابن أي ذات لبن وذات تمر ، ورجل لابن تامر أي ذو لبن وذو تمر..!!

وقوله تعالى : "لا فارض ولا بكر عوان" أي لا ذات فرض ، وتقول العرب : جمل ضامر وناقة ضامر ، وجمل شائل وناقة شائل ، ومنه قول الأعشى:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عهدى بها في الحي قد سربلت=بيضاء مثل المهرة الضامر [/poem]

أي ذات لبن وذات تمر ، وقول الآخر:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وغررتني وزعمت=أنك لابن في الصيف تامر [/poem]

أي ذات لبن وذات تمر ، وقول الآخر:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رابعتني تحت ليل ضارب=بساعد فعم وكف خاضب [/poem]

أي ذات خضاب ، وقال أيضا:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ياليت أم العمر كانت صاحبي=مكان من أمسى على الركائب [/poem]

أي ذات صبحتي ، وأنشد النحويون:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وقد تخذت رحلي لدى جنب غرزها=نسيفا كأفحوص القطاة المطرق [/poem]

أي ذات التطريق.!! والمعول في هذا الباب على السماع إذ هو غير منقاد للقياس ، لهيت عن الشيء ألهى عنه لهيا إذا شغلت عنه وسلوت ، وألهيته إلهاء إذا شغلته..!!

التميمة : العوذة ، والجمع التمائم ، يقال : احول الصبي إذا تم له حول فهو محول ، ويروى : عن ذي تمائم مغيل ، يقال : غالت المرأة ولدها تغيل غيلا وأغالت تغيل إغيالا إذا أرضعته وهي حبلى..

ويروى : ومرضع بالعطف على حبل.!! ويروى: ومرضعا على تقدير طرقتها ، ومرضعا تكون معطوفة على ضمير المفعول..

يقول : فرب امرأة حبلى قد أتيتها ليلا ، ورب امرأة ذات رضيع أتيتها ليلا فشغلتها عن ولدها الذي علقت عليه العوذة وقد أتى عليه حول كامل أو قد حبلت أمه بغيره فهي ترضعه على حبلها ، وإنما خص الحبلى والمرضع لانهما أزهد النساء في الرجال وأقلهن شغفا بهم وحرصا عليهم..

فقال : خدعت مثلهما مع اشتغالهما بأنفسهما فكيف تتخلصين مني ؟ قوله : فمثلك ، يريد به فرب امرأة مثل عنيزة في ميله إليها وحبه لها ، لان عنيزة في هذا الوقت كانت عذراء غير حبلى ولا مرضع.
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت السابع عشر وهو :


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَـهُ=بِشَقٍّ وتَحْتِـي شِقُّهَـا لَـمْ يُحَـوَّلِ[/poem]

شق الشيء: نصفه. يقول: إذا ما بكى الصبي من خلف المرضع انصرفت إليه بنصفها الاعلى فأرضعته وأرضته بينما بقي تحتي نصفها الاسفل لم تحوله عني ، وبذلك وصف غاية ميلها إليه وكلفها به حيث لم يشغلها عن مرامه ما يشغل الامهات عن كل شيء..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثامن عشر وهو :


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْـبِ تَعَـذَّرَتْ=عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَـةً لـم تَحَـلَّـلِ[/poem]

الكثيب : رمل كثير ، والجمع أكثبه وكثب وكثبان، التعذر: التشدد والالتواء ، والإيلاء والائتلاء والتألي: الحلف ، يقال : آلى وتألى إذا حلف ، واسم اليمين الالية والالوة معا ، والحلف المصدر ، والحلف بكسر اللام ، الاسم.

الحلفه : المرة . التحلل في اليمين : الاستثناء . نصب حلفه لأنها حلت محل الإيلاء كأنه قال : وآلت إبلاء ، والفعل يعمل فيما وافق مصدره في المعنى كعمله في مصدره نحو قولهم : إني لأشنؤه بغضا وإني لأبغضه كراهية.

يقول : وقد تشددت العشيقة والتوت وساءت عشرتها يوما على ظهر الكثيب المعروف وحلفت حلفا لم تستثن فيه أنها تصارمني وتهاجرني ، هذا ويحتمل أن يكون صفة حال اتفقت له مع عنيزة ، ويحتمل أنها مع المرضع التي وصفها.
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت التاسع عشر وهو :


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
أفاطِمَ مَهْـلاً بَعْـضَ هَـذَا التَّدَلُّـلِ=وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي[/poem]

مهلا : أي رفقا ، الإدلال والتدليل : أن يثق الإنسان بحب غيره إياه فيؤذيه على حسب ثقته به ، والاسم الدل والدال والدلال..

أزمعت الأمر وأزمعت عليه : وطنت نفسي عليه يقول : يافاطمة دعي بعض دلالك وإن كنت وطنت نفسك على فراقي فأجملي الهجران ، نصب بعض لأن مهلا ينوب مناب دع..

الصرم : المصدر ، يقال : صرمت الرجل أصرمه صرما إذا قطعت كلامه ، والصرم هو الاسم..

فاطمه : اسم المرضع واسم عنيزة ، عنيزة لقب لها فيما قيل.
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت العشرون وهو :​


[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِـلِـي=وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُـرِي القَلْـبَ يَفْعَـلِ[/poem]

يقول : قد غرك مني كون حبك قاتلي وكون قلبي منقادا لك بحيث مهما أمرته بشيء فعله ، وألف الاستفهام دخلت على هذا القول للتقرير لا للاستفهام والاستخبار ،

ومنه قول جرير:

[poem Font="simplified Arabic,5,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black"]
ألستم خير من ركب المطايا=وأندى العالمين بطون راح [/poem]

يريد أنهم خير هؤلاء!!

وقيل : بل معناه قد غرك مني أنك علمت أن حبك مذللي ، والقتل التذليل ، وأنك تملكين فؤادك فمهما أمرت بقلبك بشيء أسرع إلى مرادك فتحسبين أني أملك عنان قلبي كما ملكت عنان قلبك حتى سهل علي فراقك كما سهل عليك فراقي ، ومن الناس من حمله على مقتضى الظاهر.

وقال : عنى البيت: أتوهمت وحسبت أن حبك يقتلني أو أنك مهما أمرت قلبي بشيء فعله ؟ قال : يريد أن الأمر ليس على ما خيل إليك فإني مالك زمام قلبي ، والوجه الأمثل هو الوجه الأول وهذا القول أرذل الأقوال لأن مثل هذا الكلام لا يستحسن في النسيب.​
 
أعلى