شرح: معلقة أمرؤ القيس.. " متجدد "

اطلب شرح أي بيت من معلقة أمرؤ القيس وسوف يتم شرحة شرحاً مبسطاً ومفيداً أن شاء الله..​

فمن هو أمرؤ القيس هذا ؟؟

هو امرؤ القيس بن حُجْر بن الحارث من قبيلة كندة القحطانيّة ، ولد بنجد ، كان أبوه ملكاً من سلالة ملوك ، و ابن عمته عمرو بن هند ملك الحيرة ، و أمه فاطمة أخت مهلهل و كليب من سادة تغلب.

ما كاد الشاعر يشب و يصلب عوده حتى انطلق لسانه بالشعر متأثراً بخاله مهلهل ، و كان يهوى التشبيب في شعره ، حتى قيل إنه شبّب بزوجة أبيه ، فما كان من أبيه إلا أن نهاه عن النسيب ثم طرده من كنفه حين لم ينته عن قول الشعر البذيْ ، فلحق الشاعر بعمه شرحبيل ، و إذا بابنة عمه فاطمة المعروفة بعنيزة ، تمد شاعريته و تخصبها حتى تكون المعلقة إحدى ثمار هذا المد .

و قد كان حجر والد الشاعر ملكاً على بني أسد و غطفان و قد نقم أهلها عليه فقتلوه و أوصى رجلاً أن يخبر أولاده بمقتله ، و قد بلغ الخبر امرأ القيس و أقسم أن يثأر لأبيه ممن قتلوه . بلغ شعر امرىء القيس الذي وصل إلينا زهاء ألف بيت منجمة في مائة قطعة بين طويلة و قصيرة نجدها في ديوانه ، و من يستعرض هذا الديوان يجد فيه موضوعات كثيرة أبرزها الغزل ، و وصف الطبيعة و الظعائن ، ثم الشكوى و المدح و الهجاء و الرثاء إلى جانب الفخر و الطرد . منزلته الشعرية : أجمع الأقدمون على أن امرأ القيس واحد من شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي و هم زهير و النابغة و الأعشى و امرؤ القيس و قد شهد له بالسبق نقاد و رواة و شعار و بلغاء ، لأن خصائصه الفنية جعلته يفوق سواه .

و أخيراً توفي امرؤ القيس في الطريق قريباً من أنقرة بقروح تشبه الجدري...
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الأول وهو :

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيـبٍ ومَنْـزِلِ=بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُـولِ فَحَوْمَـلِ[/poem]
خاطب الشاعر صاحبيه ، وقيل بل خاطب واحدا وأخرج الكلام مخرج الخطاب لاثنين ، لان العرب من عادتهم إجراء خطاب الاثنين على الواحد والجمع ، فمن ذلك قول الشاعر:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر=وأن ترعياني أحمِ عِرضاً ممنّعاً [/poem]

خاطب الواحد خطاب الاثنين ، وإنما فعلت العرب ذلك لان أدنى أعوان الرجل هم اثنان : راعي إبله وراعي غنمه ، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة ، فجرى خطاب الاثنين على الواحد لمرور ألسنتهم عليه ، ويجوز أن يكون المراد به : قف قف ، فإلحاق الألف إشارة الى أن المراد تكرير اللفظ كما قال أبو عثمات المازني في قوله تعالى : "قال رب أرجعون " المراد منه أرجعني أرجعني ، جعلت الواو علما مشعرا بأن المعنى تكرير اللفظ مرارا ، وقيل : أراد قفن على جهة التأكيد ، فقلب النون ألفا في حال الوصل ، لأن هذه النون تقلب ألفا في حال الوقف ، فحمل الوصل على الوقف ،ومنه قول الأعشى:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وصلِّ على حين العشيّات والضحى=ولا تحمد المثرين واللهَ فاحمدا [/poem]

أراد فاحمدَن ، فقلب نون التأكيد ألفا ، يقال يكى يبكي بكاء وبكى ، ممدودا ومقصورا ، أنشد ابن الأنباري لحسان بن ثابت شاهدا له:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بكت عيني وحق لها بكاها=وما يعني البكاء ولا العويل[/poem]

فجمع بين اللغتين..

السقط : منقطع الرمل حيث يستدق من طرفه ، والسقط أيضا ما يتطاير من النار ، والسقط أيضا المولود لغير تمام ، وفيه ثلاث لغات : سَقط وسِقط وسُقط في هذه المعاني الثلاثة..

اللوى: رمل يعود ويلتوي..

الدخول وحومل: موضعان . يقول : قفا وأسعداني وأعيناني ، أو : قف وأسعدني على البكاء عند تذكري حبيباً فارقته ومنزلا خرجت منه ، وذلك المنزل أو ذلك الحبيب أو ذلك بمنقطع الرمل المعوج بين هذين الموضعين.
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثاني وهو :

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْـفُ رَسْمُهـا=لِمَا نَسَجَتْهَا مِـنْ جَنُـوبٍ وشَمْـألِ[/poem]

توضح والمقراة : موضعان ، وسقط بين هذه المواضع الأربعة..
لم يعف رسمها : أي لم ينمح أثرها..
الرسم: ما لصق بالأرض من آثار الدار مثل البقر و الرماد وغيرهما والجمع أرسم ورسوم..
وشمال فيها ست لغات : شمال و شمال و شأمل وشمول وشَمْل و شَمَل..
نسج الريحين: اختلافهما عليها وستر إحداهما إياها بالتراب وكشف الأخرى التراب عنها.. وقيل : بل معناه لم يقتصر سبب محوها على نسج الريحين بل كان له أسباب منها هذا السبب ، ومر السنين ، وترادف الامطار وغيرها... وقيل : بل معناه لم يعف رسم حبها في قلبي وإن نسجتها الريحان.. والمعنيان الاولان أظهر من الثالث ، وقد ذكرها كلها ابن الانبارى...
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثالث وهو :

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تَرى بَعَرَ الآرْآمِ فِي عَرَضَاتِها=وقِيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ [/poem]

الآرآم : الظباء البيض الخالصة البياض ، وأحداهما رئم ، بالكسر ، وهي تسكن الرمل..

عرصات (في المصباح) عرصة الدار : ساحتها ، وهي البقعة الواسعة التي ليس فيها بناء ، والجمع عراص مثل كلبة الكلاب ، وعرصات مثل سجدة وسجدات ، وعن الثعالبي : كل بقعة ليس فيها بناء فهي عرصة ، و (في التهذيب) : سميت ساحة الدار عرصة لأن الصبيان يعرصون فيها أي يلعبون ويمرحون..

قيعان : جمع قاع وهو المستوي من الأرض ، وقيعة مثل القاع ، وبعضهم يقول هو جمع ، وقاعة الدار : ساحتها..

الفلفل قال في القاموس : كهدهد وزبرج ، حب هندي. ونسب الصاغاني الكسر للعامة : و(في المصباح) ، الفلفل: بضم الفاءين ، من الأبرار ، قالوا : لايجوز فيه الكسر .

يقول الشاعر : انظر بعينيك تر ديار الحبيبة التي كانت مأهولة بأهلها مأنوسة بهم خصبة الأرض كيف غادرها أهلها وأقفرت من بعدهم أرضها وسكنت رملها الظباء ونثرت في ساحتها بعرها حتى تراه كأنه حب الفلفل . في مستوى رحباتها...
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الرابع وهو :

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كَأَنِّي غَدَاةَ الْبَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا=لَدَى سَمُراتِ الَحْيِّ نَاقِف حَنْظَلِ[/poem]

غداة : (في المصباح) ، الغداة : الضحوة ، وهي مؤنثة ، قال ابن الأنباري ولم يسمع تذكيرها ، ولو حملها حامل على معنى أول النهار جاز له التذكير ، والجمع غدوات..

البين : الفرقة ، وهو المراد هنا ، وفي القاموس : البين يكون فرقة ووصلا ، قال الشارح : بأن يبين بينا وبينونة ، وهو من الأضداد..

اليوم : معروف ، مقدارة من طلوع الشمس إلى غروبها ، وقد يراد باليوم والوقت مطلقا ، ومنه الحديث : "تلك أيام الهرج" أي وقته ، ولا يختص بالنهار دون الليل..

تحملوا واحتملوا : بمعنى : ارتحلوا.. لدي : بمعنى عند ، سمرات ، بضم الميم : من شجر الطلح..

الحي: القبيلة من الأعراب ، والجمع أحياء ، نقف الحنظل : شقة عن الهبيد ، وهو الحب ، كالإنقاف والانتفاف ، وهو ، أي الحنظل ، نقيف ومنقوف ، وناقفة وهو الذي يشقه..

والشاعر يقول : كأني عند سمرات الحي يوم رحيلهم ناقف حنظل ، يريد ، وقفت بعد رحيلهم في حيرة وقفة جاني الحنظلة ينقفها بظفره ليستخرج منها حبها..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الخامس وهو :

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وُقُوفاً بِهَا صَحْبي عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ=يقُولُونَ: لا تَهلِكْ أَسىً وَتَجَمَّلِ [/poem]

نصب وقوفا على الحال ، يريد ، قفا نبك في حال وقف أصحابي مطيتهم علي ، والوقوف جمع واقف بمنزلة الشهود والركوع في جمع شاهد وراكع..

الصحب : جمع صاحب ، ويجمع الصاحب على الأصحاب والصحب والصحاب والصحابة والصحبة والصحبان ، ثم يجمع الأصحاب على الأصاحيب أيضا ، ثم يخفف فيقال الأصاحب..

المطي : المراكب ، واحدتها مطية ، وتجمع المطية على المطايا والمطي والمطيات ، سميت مطية لأنه يركب مطاها أي ظهرها ، وقيل : بل هي مشتقة من المطو وهو المد في السير ، يقال : مطاه يمطوه ، فسميت الرواحل به لانها تمد في السير ، نصب الشاعر أسى على أنها مفعول له يقول : لقد وقفوا علي ، أي لاجلي أو على رأسي وأنا قاعد ، رواحلهم ومراكبهم...

يقول لي : لا تهلك من فرط الحزن وشدة الجزع وتجمل بالصبر...

وتلخيص المعنى : انهم وقفوا عليه رواحلهم يأمرونه بالصبر وينهونه عن الجزع...
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت السادس وهو :​

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وإِنَّ شِفَائِي عَبْرَةٌ مُهْراقَةٌ=فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ [/poem]

المهراق والمراق: المصبوب ، وقد أرقت الماء وهرقته وأهرقته أي صببته..
المعول : المبكى ، وقد أعول الرجل وعول إذا بكى رافعا صوته به ، والمعول : المعتمد والمتكل عليه أيضا..
العبرة : الدمع ، وجمعها عبرات ، وحكى ثعلب في جمعها العبر مثل بدرة وبدر. يقول : وإن برئي من دائي ومما أصابنى وتخلصي مما دهمني يكون بدمع أصبه..
ثم قال : وهل من معتمد ومفزع عند رسم قدر درس ، أو هل موضع بكاء عند رسم دارس ؟ وهذا استفهام يتضمن معنى الإنكار ، والمعنى عند التحقيق : ولا طائل في البكاء في هذا الموضع ، لأنه لا يرد حبيباً ولا يجدى على صاحبه خيراً ، أو لا أحد يعول عليه ويفزع إليه في هذا الموضع..
وتلخيص المعنى : وإن مخلصي مما بي هو بكائي ، ثم قال : ولا ينفع البكاء عند رسم دارس..
 
ارجو ان ينال شرح هذا البيت الاعجاب..

بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت السابع وهو :

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الْحَوْ يرِثِ قَبْلَها=وَجَارَتِها أُمِّ الرِّبابِ بِمَأْسَلِ[/poem]

الدأب والدأب ، بتسكين الهمزة وفتحها : العادة ، وأصلها متابعة العمل والجد في السعي ، يقال : دأب يدأب دأبا ودئابا ودؤوبا ، وأدأبت السير : تابعته..

مأسل ، بفتح السين: جبل بعينه ، ومأسل ، بكسر السين : ماء بعينه ، والرواية فتح السين.

يقول عادتك في حب هذه كعادتك من تينك : أي قلة حظك من وصال هذه ومعاناتك الوجد بها كقلة حظك من وصالها ومعاناتك الوجد بهما..

قبلها : أي قبل هذه التي شغفت بها الآن...
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثامن وهو :

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إِذَا قَامَتا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَا=نَسِيمَ الْصِّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا الْقَرَنْفُلِ [/poem]


ضاع الطيب وتضوع : انتشرت رائحته..

الريا : الرائحة الطيبة..

يقول الشاعر : إذا قامت أم الحويرث وأم الرباب فاحب ريح المسك منهما كنسيم الصبا إذا جاءت بعرف القرنفل ونشره ، شبه طيب رياهما بطيب نسيم هب على قرنفل وأتى برياه ، ثم لما وصفهما بالجمال وطيب النشر وصف حاله بعد بعدهما..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت التاسع وهو :

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّـي صَبَابَـةً=عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِـي[/poem]

الصبابة: رقة الشوق ، وقد صب الرجل يصب صبابة فهو صب والأصل صبب فسكنت العين وأدغمت في اللام..

والمحمل : حمالة السيف، والجمع المحامل ، والحمائل جمع الحمالة..

يقول : فسالت دموع عيني من فرط وجدي بهما وشدة حنيني إليهما حتى بل دمعي حمالة سيفي..

نصب صبابة على أنه مفعول له كقولك : زرتك طمعا في برك ، قال الله تعالى : " من الصواعق حذر الموت " ، أي لحذر الموت ، وكذلك زرتك للطمع في برك ، وفاضت دموع العين مني للصبابة..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت العاشر وهو :


[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألاَ رُبَّ يَـوْمٍ لَـكَ مِنْهُـنَّ صَالِـحٍ=وَلاَ سِيَّمَـا يَـوْمٍ بِـدَارَةِ جُلْـجُـلِ[/poem]

في رب لغات : وهي ، رُبْ ورُبَ ورُبُ ورَبَ ، ثم تلحق التاء فتقول : ربة وربت ، ورب : موضوع في كلام العرب للتقليل ، وكم : موضوع للتكثير ، ثم ربما حملت رب على كم في المعني فيراد بها التكثير ، وربما حملت كم على رب في المعني فيراد بها التقليل.

ويروى ؛ ألا رب "يوم" كان منهن صالح ، والسي : المثل ، يقال : هما سيان أم مثلان ، ويجوز في يوم الرفع والجر ، فمن رفع جعل ما موصولة بمعني الذي ، والتقدير : ولا سيّ اليوم الذي هو بدارة جلجل ، ومن خفض جعل ما زائدة وخفضه بإضافة سي إليه فكأنه قال : ولا سي يومأي ولا مثل يوم دارة جلجل ، وهو غدير بعينه.

يقول : رب يوم فزت فيه بوصال النساء وظفرت بعيش صالح ناعم منهن ولا يوم من تلك الأيام مثل يوم دارة جلجل ، يريد أن ذلك اليوم كان أحسن الأيام وأتمها ، فأفادت ولا سيما التفضيل والتخصيص.
 
شرح: معلقة أمرؤ القيس << شرح متجدد

بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الحادي عشر وهو :



[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ويَـوْمَ عَقَـرْتُ لِلْعَـذَارَي مَطِيَّتِـي=فَيَا عَجَباً مِـنْ كُوْرِهَـا المُتَحَمَّـلِ[/poem]

العذراء من النساء : البكر التي لم تفتض ، والجمع العذارى ، الكور : الرحل بأداته ، والجمع الأكوار والكيران ، ويروى : من رحلها..

المتحمل : الحمل.

فتح يوم بسبب من كونه معطوفا على مجرور أو مرفوع وهو يوم أو يوم بدارة جلجل ، لأنه بناه على الفتح لما أضافه إلى مبني وهو الفعل الماضي ، وذلك قوله : عقرت..

وقد يبنى المعرب إذا أضيف إلى مبني ، ومنه قوله تعالى: "إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون" ، فبنى مثل على الفتح مع كونه نعتا لمرفوع لما أضافه إلى ما وكانت مبنية ، ومنه قراءة من قرأ : "ومن خزي يومئذ" ، بنى يوم على الفتح لما أضافه إلى إذ وهي مبنية وإن كان مضافا إليه ، ومثله قول النابغة الذبياني:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
على حين عاتبت المشيب على الصبا=فقلت ألما تصح والشيب وازع [/poem]

بنى حين على الفتح لما أضافه إلى الفعل الماضي..!!

وقد فضل الشاعر يوم دارة جلجل ، ويوم عقر مطيته للابكار على سائر الأيام الصالحة التي فاز بها من حبائبه ، ثم تعجب من حملهن رحل مطيته وأداته بعد عقرها واقتسامهن متاعه بعد ذلك..

فيا عجبا : الألف فيه بدل من ياء الإضافة ، وكان الأصل هو فيا عجبي ، وياء الإضافة يجوز قلبها ألفا في النداء نحو يا غلاما في يا غلامي..

فإن قيل : كيف نادى العجب وليس مما يعقل ؟ قيل في جوابه: إن المنادى محذوف..

والتقدير : ياهؤلاء ، أو يا قوم ، اشهدوا عجبي من كورها المتحمل ، فتعجبوا منه ، فانه قد جاوز المدى والغاية القصوى..

وقيل : بل نادى العجب اتساعا ومجازا ، فكأنه قال : ياعجبي تعال واحضر فإن هذا أوان إتيانك وحضورك..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثاني عشر وهو :


[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

فَظَلَّ العَـذَارَى يَرْتَمِيْـنَ بِلَحْمِهَـا=وشَحْـمٍ كَهُـدَّابِ الدِّمَقْـسِ المُفَتَّـلِ[/poem]


يقال : ظل زيد قائما إذا أتى عليه النهار وهو قائم ، وبات زيد نائما إذا أتى عليه الليل وهو نائم ، وطفق زيد يقرأ القرآن إذا أخذ فيه ليلا ونهارا..

الهداب والهدب : اسمان لما استرسل من الشيء نحو ما استرسل من الأشفار ومن الشعر ومن أطراف الأثواب ، الواحد هدابة وهدبة ، ويجمع الهدب على الأهداب..

الدمقس والمدقس: الإبريسم ، وقيل هو الأبيض منه خاصة..

يقول : فجعلن يلقي بعضهن إلى بعض شواء المطية استطابة أو توسعا فيه طول نهارهن وشبه لحمها بالإبريسم الذي أجيد قتله وبولغ فيه ، وقيل هو القز..
 
بإذن الله تعالي سوف نبدأ بشرح البيت الثالث عشر وهو :


[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِـدْرَ خِـدْرَ عُنَيْـزَةٍ=فَقَالَتْ لَكَ الوَيْـلاَتُ إنَّـكَ مُرْجِلِـي[/poem]

الخدر : والهودج ، والجمع الخدور ، ويستعار للستر والحجلة وغيرهما ، ومنه قولهم : خدرت الجارية وجارية مخدرة أي مقصورة في خدرها لا تبرز منه ، ومن ذلك قولهم : خدر الأسد يخدر خدرا وأخدر إخدارا . إذا لزم عرينه.

ومنه قول ليلى الأخيلية:

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فتى كان أحيا من فتاة حيية=وأشجع من ليث يخفان خادر [/poem]

وقول الشاعر: كالأسد الورد غدا من مخدره والمراد بالخدر في البيت الهودج..

عنيزة : اسم عشيقته وهي إبنة عمه وقيل : هو لقب لها واسمها فاطمة وقيل بل اسمها عنيزة وفاطمة غيرها..

قوله : فقالت لك الويلات ، أكثر الناس على أن هذا دعاء منها عليه ، والويلات : جمع ويلة ، والويلة والويل: شدة العذاب ، وزعم بعضهم أنه دعاء منها له في معرض الدعاء عليه والعرب تفعل ذلك صرفا لعين الكمال عن المدعو عليه ، ومنه قولهم : قاتلة الله ما أفصحه ! ومنه قول جميل :

[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رمى الله في عيني بثينة بالقذى=وفي الغر من أنيابها بالقوادح..[/poem]

ويقال : رجل الرجل يرجل رجلا فهو راجل ، وأرجلته أنا صيرته راجلا.. خدر عنيزة بدل من الخدر الأول والمعنى : ويوم دخلت خدر عنيزة ، وهذا مثل قوله تعالى : " لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات " ومنه قول الشاعر : يا تيم ياتيم عدي لا أبا لكمو لا يلفينكمو في سوأة عمر وصرف عنيزة لضرورة الشعر وهي لا تنصرف ، للتأنيث والتعريف.

يقول: ويوم دخلت هودج عنيزة فدعت علي أو دعت لي في معرض الدعاء علي ، وقالت إنك تصيرني راجلة لعقرك ظهر بعيري ، يريد أن هذا اليوم كان من محاسن الأيام الصالحة التي نالها منهن أيضا..!!
 
أعلى