ملحمة الشام \للشيخ سفر الحوالي.

المتفائلة

مشرف عام
يا شام هل يحجز الأشواق قضبان؟ أم يحجب الطيف أسوار وجدران
قد استوينا فكـل رهـن محبسـه للظلم من حولـه سوط وسجان
لنـا إذا هبت الأنسـام لاعجـة من حرقة الوجد فالأكباد نيران
يغشى الأسى ناظرينا كلما ومضت في الأفق بارقة تخبو وتزدان
إذا تـألق فـي عليـائهـا أمـلٌ هوى إليه هوىً وانساب ألحان
لا عتب أن فـرقتنا للنوى سبـل فالدهر ذو دولة والوصل ميان
وهـكـذا تنضب الأرواح نازفـة بكل جرح مرارات وأشطان
لـم يبق إلا صبـابـات نجاذبهـا لا ترتوي فالجوى باليأس حران
نباكر الغَمَّ في الإصبـاح متقـداً وفي العشية آهات وأشجان
تطير أرواحنا شوقاً ولـو قـدرت طارت إليكم مع الأرواح أبدان
أنتم ندامى الهوى ما للهوى بـدل منكم إذا سامر المشتاق ندمان
لسنا من الحب في شيء لو انصرفت عنكم صبابتنا أو ضل وجدان
نسلـو الحياة ولا نسلو تذكركـم وهل تداوى بغير الذكر ولهان
وحسبكم أنكم في القلب مسكنكم حيث الأسى راتع واليأس حيران
عـسى تراسـلُ أشـواقٍ يعللنـا وربما خفتت بالشوق أحزان
أواصر الحب كـلُّ الحب تجمعنـا رغم القيود أما قد قال حسان :
إما سألت فإنـا معشـر نـجب الأزد نسبتنا والماء غسان
وكل ناعورة بـالشام نـادبـة عهد الوصال فهل للهيض جبران
 
أعلى