لماذا تحرم نفسك من فوائد الصوم ؟

ابن الربيع

ربيـع المنتدى
قد يلاحظ بعض الصائمين انهم لم يستفيدوا صحيا من صيام شهر رمضان الكريم ، تلك الفوائد التي تذكرها كثيرا من الموضوعات الطبية وأثبتها كثيرا من الأبحاث العلمية فمثلا بدل أن ينشط جهازهم الهضمي وتقل أمراضه نجدهم يعانون من:
* عسر الهضم
* نوبات الإسهال
* كثرة الغازات
وبدلا من انخفاض وزن الجسم وزيادة نشاطه وحيويته نجد أجسامهم تثقل وتزداد كسلا وضعفا ، فلماذا حرموا هؤلاء من فوائد الصيام العديدة رغم أنهم امتنعوا عن تناول الطعام والشراب طوال فترة الصوم؟

كيف يحسّن الصيام من صحة الجسم ؟
قبل التحدث عن الأسباب التي تجعل بعض الصائمين يحرم من فوائد الصوم الصحية دعونا نشرح لكم كيف يحسن الصيام من صحة الجسم ؟

خلال شهر رمضان المبارك يلتزم الصائم ببرنامج غذائي وحياتي جديد وفريد من نوعه مقارنه بما اعتاد عليه في الأشهر الباقية من السنة ويتمثل هذا البرنامج في الامتناع عن الطعام والشراب حوالي اثني عشر ساعة ثم تناول الغذاء بعدها بشكل معتدل وبدون إسراف على أن لا يقضى الصائم طوال نهاره في النوم والراحة بل يستمر في ممارسه عمله اليومي الذي اعتاد عليه . أما الأمر الآخر الذي يستجد في حياة الإنسان المسلم خلال شهر رمضان الكريم هو زيادة بهجته وسعادته وصفاء نفسه ، فرغم أنه لم يستجد شيء في قوانين الكون أثناء شهر رمضان إلا إننا عندما نقارن حال الناس قبل رمضان وحالهم أثناء رمضان نجد وكأن طائف ألهي مّر على كل بيت وشارع ليمنحه السعادة والبهجة والسكينة والطمأنينة. و الآن دعونا نحلل بشكل علمي وطبي كيف يحسن صيام شهر رمضان المبارك من صحة الجسم ؟

الصيام مع الحركة :
إذا تركنا جسم الإنسان يتحرك وهو صائم هذا يعني أننا نجعله يستمد طاقته من الغذاء المخزون فيه ، ولان آخر وجبه تناولها الصائم هي وجبه السحور التي تعتبر مصدرا للطاقة في ساعات النهار الأولى فهذا يعنى أن جسم الإنسان سوف يكون مضطرا لتكسير وحرق المواد الغذائية السكرية المخزونة في الكبد ثم إذا ما انتهت تلك ا لمواد السكرية فانه يبدأ بحرق المواد الدهنية ثم البروتينية ، ويعتبر حرقه لتلك المواد بمثابة تخليص الجسم من تراكمات غذائية قديمة ولعل من أهمها المواد الدهنية التي يذيبها الصوم كما يذيب الماء الثلج ، ومن بين هذه الدهون التي تذاب الدهون المتراكمة في جدران الأوعية الدموية فيؤدى ذلك إلى زيادة تدفق الدم للخلايا وبالتالي زيادة حيوية ونشاط الخلايا وبالتالي زيادة وظيفة وحيوية أجهزة الجسم المختلفة ، أما تأثير الصيام على حرق المواد البروتينية المتراكمة فمثله كمثل الجراح الدقيق الماهر الذي يستأصل الخلايا المريضة والميتة من الجسم وبعد ذلك يستبدلها بخلايا جديدة وصحيحة ، وسبحان القائل في كتابه العزيز : ((وأن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون)).

شهر رمضان والصحة النفسية :
من الأمور التي تستجد في حياة المسلم أثناء شهر رمضان الكريم والتي سبق وان ذكرناها هي تحسن صحته النفسية مثل سكون العواطف والتخلص من الهم والحزن والكآبة والشعور بالفرح والأمل وسكون القلب وسمو الروح كل تلك الأمور تأثر بشكل مباشر وغير مباشر على صحة أعضاء الجسم فكما هو معروف أن هناك أمراض عديدة يصاب بها الإنسان بسبب تدهور صحته النفسية وهذه الأمراض تسمى بالأمراض الجسمية النفسية مثل الشقيقة و أمراض الحساسية والقولون العصبي و القرحة وغيرها من الإمراض .

أسباب عدم استفادة بعض الصائمين من فوائد رمضان الصحي :
مما سبق يتجلى بوضوح الأسباب والحالات التي يخسر فيها يعض الصائمين فوائد رمضان الصحية ومن هذه الأسباب :

1ـ زيادة النوم والراحة أثناء نهار رمضان ، بل إن كثيرا من الموظفين والعاملين يعمل المستحيل لكي تكون إجازته السنوية في شهر رمضان ، ومعروف أن الجسم عندما يكون نائما أو ساكنا فأن حاجته للطاقة تقل وبالتالي ليس بحاجة إلى حرق المواد الغذائية المتراكمة .

2ـ الإسراف في الأكل أثناء ليل رمضان وبشكل مبالغ فيه حتى أن بعض الأسر ترتفع ميزانية مصروفاتها في شهر رمضان الكريم إلى أضعاف مضاعفة .

3ـ عدم الاستفادة من فوائد شهر رمضان النفسية بسبب ابتعاد بعض الصائمين عن الأمور التي تزيد في سمو الروح ونقاء النفس وتهذيب الأخلاق وإدخال البهجة والسعادة على أنفسهم ، واقصد بهذه الأمور المكوث في المساجد والمحافظة على صلاة القيام ، وحضور المحاضرات ، وإيتاء الصدقات والسعي في حاجة الفقراء والمساكين ، فللأسف الشديد قد يقضى هؤلاء جل ليلهم في المقاهي أو أمام القنوات الفضائية أو في الطرقات أو اللعب أو اللهو ، فنسأل الله سبحانه وتعالى لهم الهداية والتوفيق وان لا يكونوا مما قال فيهم المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) : (( رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
 
أعلى